ألا لعنةُ اللهِ على مَنْ خَذَلْ
أهلُ الثَّراءِ ذَوِي الصِّفاتِ الرُّذَلْ
أهلُ الخَزايا ، كَمَا تَرَكُونَا
فُرادى نَسُوقُ بِالفَزَعِ الوَجَلْ
إذْ مَنَعُوا رَغِيْفَ الحَيَاةِ وألْقُوا
علَيْنَا فُتاتَ المَجَاعَةِ والمَحَلْ
حتَّى تَفسَّخَتِ العِظَامُ بِلَحْمٍ
تَوارَى خَلْفَ الهُزَالِ وارْتَهَلْ
كركَاكَةِ الحَالِ بِضَعفٍ أقَمْنَا
وناخَتْ علينا رِكاَبُ العَذَلْ
وترًادَفَ الجُوعُ بِجُوسِ تَمَلَّى
بِسَغَبٍ .. تَكَدَّسَ بِمَا كَثَلْ
أيْ تَجَمَّعَ في سُرادِقِ مَأتَمِنَا
بِنَعشٍ يُسَاقُ إِلى كَنَفِ الأجَلْ
أمَا رَقَّ لَكُمْ جِفنٌ ، أمْ قَسَى
بِكُمُ الدَّمعُ جفافًا واضْمَحَلْ
أمْ دَنا مِنكُمُ القُبحُ وانْطَوَى
في مْسْرحِ العارِ بِذُلٍّ واحْتَفَلْ
أمْ أنَّ صُراخَنا ما عادَ يُؤذِي
بِسَمْعٍ أدَانَ الضَّحيَّةَ إذْ قتَلْ
فكَيْفَ ..!؟ تُراهُ الوَقَاحُ تَجَنَّى
وعلَّقَ الأصفَادَ في عِصَمِ الخَجَلْ
وكيفَ ..!؟ تُراهُ اليَأسُ تَمَنَّى
بِسَلْوةِ الصَّبْرِ عزاءً قَدْ حَبِلْ
مِنْ شِقْوَةِ الآلآمِ وجعًا تدلَّى
حتَّى .. قابَ قَوسَيْنِ وارتَجَلْ
على كََلَفِ الفُوآدِ بِلَعْجٍ تَلَوَّى
بشَوْكِ تَنعَّلَ في حِذاءِ المُقَلْ
أوما .. سَمِعتُم بِطِفْلَةٍ جاعَتْ
خلفَ الحِصارِ في ظَلامِ المُعتَقَلْ
أمْ أنَّها الصَّرَخَاتُ لاذتْ بِصمْتٍ
وتبَكَّمَ القَولُ على ثَغْرِ الجُمَلْ
بقلمي المتواضع // أحمد سالم