الأربعاء، 30 أبريل 2025

كنّا أباة/ بقلم الشاعر: الهادي المثلوثي

*------------- { كـنّا أبـاة } --------------*
لم يبق صبر وسعة من الوقـت للتعقل والتفهّمِ
ولقد اجتهدنا وفـتحنا على أنفسنا أبواب جهنّمِ
وبمحض رغبتنا قد ضيّعنا جميع فرص التعلّمِ
وعليه ابتعـدنا كثيرا عن أسباب ومنهج التقدّمِ
وأصبحنا إلى الوراء نسير عكس جميع الأممِ
لشدة ما فينا من ضلال وتدجيل وجدل وتوهّمِ
ولا عجب أن تنسدّ أمامنا آفاق التطلع والحلمِ
ولا نجد لأمراضنا المزمنة أي علاج أو بلسمِ
بعدما تجردنا من نور العقل ودسنا على القيمِ
وماتت الضمائر والكرامة وانهارت كل الهممِ
وكأنّا ما أخذنا بالسنة والقرآن وتعـلمنا بالقـلمِ
فبعدما كنا أباة وأسيادا صرنا من أذلاء الخدمِ
ننحني للأعداء والغزاء والطامعين من العجمِ
ولا فينا من يأمل فيدعـو إلى الوحدة والتلاحمِ
ولا من يفكر بالتحرر ويسعى إلى بلوغ القممِ
وكأنّنا استسهلنا وقبلنا بذلّ العيش تحت القدمِ
وليت ندرك ما نحن فـيه من ظلم وخزي مؤلمِ
وليتنا نعي فنستعـيد سواء السبيل وقوة العزمِ
فنحـيي إرادة الحياة وقيم الكرامة ونقاء الذممِ
ونُفعّل العقل وحرية الفكر وحب العمل والعلمِ
حتى لا نظل أبد الدهر قابعين في أسفل السلّمِ
والحال أننا لم نقصر في تأبيد الوهن والتهرّمِ
واقـتنع كثيرنا بأن أهل النفوذ مصابون بالعقمِ
وهكذا لا خروج من أوضاع الانحطاط والعدمِ
وربّما نسينا أن العقل والعمل مرجع كل النعمِ
ولهذا السبب ذلت أمة الكـتاب والهدى والكرمِ
وأضحت تتسم بالعجز والتمزق والذلّ واللـؤمِ
وأمسى حاميها حراميها وظاهرة نحس وشؤمِ
وإذا لم يخـيّم البؤس فلا نجاة من القلق والغـمِّ
في أمة تقطعت أوصالها وتمزقت صلة الرحمِ
ولا تجـيد من المعرفة غير فن التبرير والتكلّمِ
*---- { بقلم الهادي المثلوثي / تونس } -----*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحب الخالد// بقلم الشاعرة: همسة انين

الحب الخالد يا قلبين قد صاغَهُما قدرٌ فشُدَّ الوصل رغم البعد الأليم مسافات تناءت صارت أفقًا وخلف الصمت صوتٌ في الصميمِ فلا عين تواسي اليوم ح...