أبحر مع سفن الخيال، ابحث عن تمام الجمال، فاسمع نغماً من غير أوتار.
يكثر الكلام ويكثر الجدل، وأنا أبحث عن الكمال، كمن ينتظر في أب سقوط المطار.
فالكمال بجمال صار اختيارًا، ومن أراد الحسن والجمال يجب أن يتخذ القرار.
وأن تبقى تعيش وأنت لا تبالي في الجمال، كمن حكم على نفسه بالموت انتحارًا.
كم رضي أن يعيش في سواد الظلام، ومن حوله كثير من الأقمار والأنوار.
تماماً كأنك تعود إلى الماضي لتعزف لحنًا لا يعزفه إلا كل الألحان والوتار.
أنا شرقي من بلاد لا يجوز فيها إلا الحلال، كأنك في صحراء وتشرب الماء من صبار.
أبحث عن حقيقة الجمال، ففي زماني اصطنع الجمال، فما عدت أعرف من نساء الصغار أو الكبار.
أعدكم يا سادتي أني وجدت التي أبحث عنها بكامل الحُسن والجمال، سأحتفي بها وأنا أمشي على الجمر والنار.
إن يكفيني غرور النساء بغزال والشعر، فهذا شيء محال، فإنني صغير على أن أكون القباني نزار.
ذلك الذي عَرَّى النساء بكلامه، فصار هو كل ليل وأجساد النساء كل النهار.
هو من جعل كل شيء حرامًا، جعله حلالًا وأعاده بكلامه إلى شبابه، ذلك المختار.
والله لو عاش في زمن نزار ورأى الجمال كيف صار يُصنَع لاعتزل كتابة الأشعار.
وما زلتُ أبحث عن تلك الفتاة التي تجعلني أسافر من أجلها كل البلاد والأقطار.
فعيون تلك الفتاة تجعلك تسمع قلبي صوت انفجار، وترمي جسدي بنار وشرار.
قامت ثورة في بلاد على الطاغية الذي حرمنا الحب والخيال، الذي يدعي اسمه بشار.
ذلك الذي ادعى وقوفه مع فلسطين ومع رجالها وثوارها، وأول ما دقت أجراس الحرب كان أول هارب وفار.
تلك الفتاة هي التي علمتني كيف أخوض حربًا لوحدي ولا أُهزم بلا أن أعود بانتصار.
مات نزار قباني، أخبروني يا شعراء العالم: هل تقبلون أن أكون وارثه أو أكون نزار؟
فتلك الفتاة جعلتني وأنا أبحث عنها أعيش في الخيال، فصرت أعشق الليل وأكره النهار.
وأكتب قصيدة من أجلها، أقول في مطلعها: شهيدًا من مات بحثًا عن الجمال انتحار.
ولم يكن موته حرامًا، بل كان موته حلالًا، فلم يفكر قبل انتحاره رأى من يبحث فتخذا بذلك موت قرار
وعاش في الأحلام والخيال، يبحث عن حبيبته، ومن أجلها عشق الأسفار.
الشاعر أحمد ميشو
Ahmadmashi
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق