من البحر البسيط
تداولتْ سَاحَكِ الأنواءُ والظُّلمُ
وَداهماكِ شظايا الغدرِ وَالحِممُ
فَكم شَدَتْ بِلياليكِ المُنى طَرباً
واليَومَ عادَتْ بِكِ الأَشجانُ تَحْتَدِمُ
وَدَوحُكِ البِكرُ هَل غابَتْ حمائِمهُ
وَهَلْ بِلَيلِ المَنايا أُجهِضَ الحُلُمُ
ماذا أقولُ وأنباءٌ تُؤَرّقُني
كأنَّما أُسْعِرَتْ في خافِقي ضِرَمُ
يا قُدسُ أُقسمُ ما يُضْنيكِ مِنْ أَلَمٍ
يُضْني فؤادي ويُدمي مُهجتي الأَلَمُ
كَأَنَّ جُرحَكِ في روحي وَفي كَبِدي
وَفي عُروقي وَكمْ أَرجوهُ يَلتَئمُ
دَرْسٌ خَبِرناهُ عَنْ عِلْمٍ وَتَجرُبَةٍ
أنَّ الخُطوبَ لِشَعبٍ غاضِبٍ نِعَمُ
قُدسُ العُروبَةِ قَرِّي أَعيُناً وَثِقي
أنَّ العَواصِفَ لا تَحنو لها القِممُ
لا بُدَّ يبزُغُ فجرُ النُّورِ في غَدِنا
وَتَنجَلي عَنْ ذُرى آفاقِنا الغُمَمُ
فَلا العَرينُ ولاآسادُهُ وَهَنوا
وَلا الفوارِسُ قَدْ لانَتْ لَهمْ هِمَمُ
صَمْتُ البراكينِ إنذارٌ بِثورتِها
أَنْ سَوفَ تُقذفُ مِنْ أَعماقها الحِّممُ
وَهَدأَةُ اللَّيثِ لا توحي بِوَثْبَتِهِ
لا يَهدُرُ المَوجُ إلاّ حينَ يَلتَطِمُ
لَسوفَ يُدركُ عِلجُ البغي ما أثمتْ
بهِ أياديِهِ إذ لا ينفَعُ النَّدمُ
وَسَوفَ يُدْرِكُ أَنَّا أُمَّةٌ رَفَضَتْ
أنْ يَسْتَبيحَ ثَرى أَجْدادِنا صَنَمُ
***
شعر أَكرم عبدالكريم ونُّوس سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق