يأخذني الشوق نحو البعيد ،
يرمي بذاكرتي نحو الصبا ،
يسائلني من جديد ،
أينكِ أيام الصفاء ؟
أينكَ مجدي التليد ؟
أنبش التراب كصوص صغير ،
أأكل منه ، أعجنه باللعاب ،
أصنع منه خلقا فريد ،
أفصله أنثى غجرية ،
أزوجها لذكر سعيد ،
أحفر لهما في قلبي سكنا ،
أسيجه بعيدان (الروب )1 ،
أغلق مدخله بباب متين ،
أفصله من بقايا الحديد ،
يسرقني الشوق نحو الوراء ،
يحملني بين أسنانه و يجري ،
جري النمور إذ تفترس الضباء ،
يصعد بي إلى عش منيع ،
في أعالي نخلة سامقة ،
أحسبه عش العنقاء ،
يبتلعني الشوق بعيدا هناك ،
حيث ولدت وراء السماء ،
أدفن رأسي في عرض صدر ،
آواني جروا ذات شتاء ،
أصافح أنامل أيد رقيقة ،
أعرف كودها من وشم الحناء ،
أتنهد ، تسيل دموعي أنهارا ،
إنها الحبيبة أمي ،
الرائعة الحنونة زينة النساء .
(1) نوراة مركبة جافة لنبات الحلفاء
✍️ محمد معروف سليمان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق