الشيطان يستغيث ( ٨ )
علقوا الزينة و أقيموا الأفراح قبل فوات الأوان
و بعدما خرجت منى قالت زينب لزوجها ما رأيك فيها قال يبدو عليها الاحترام قالت و روحها جميلة ثم قالت ليتك تجد لها عمل فهى مطلقة لعدة مرات بسبب أنها عاقر و بعد يومين خرجت زينب من المشفى و أكد الطبيب عليها بعدم الإجهاد حتى لا يعود النزيف مرة أخرى فهو إذ حدث تكون فى خطر شديد و عادت إلى بيتها و كان شوقها لأطفالها شديد حتى إذ رأتهم ظلت تقبلهم و تبكي و هنا أسرع بها محمد لغرفتها ثم قال هل نسيتي تعليمات الطبيب لا بد أن نبتعد عن أى شيء يغضبك و بعد لحظات قال محمد لأم عبدو الشغالة خذي الأولاد حتى ترتاح و آتي لها ببعض من الطعام الشهي ثم سألت زينب أين التوأم الصغير هل أصابهم مكروه قال لا و الله بل هم عند زوجة رضوان حتى تراعيهم حتى تخرجي لهم بالسلامة قالت و ها أنا خرجت أرجوك أحضرهم لي اليوم قال لها سمعا و طاعة حبيبتي ثم ابتسم و قال هل تريدي شيء آخر قالت نعم كلما أنجبنا طفل كنت تعلق الزينة و تذبح الكثير للفقراء لماذا لا تفعل هذا فى هذه المرة قال كنت مشغول عليكي أثناء دخولك المشفى قالت أرجوك علق الزينة و أطعم الفقراء مثل كل مرة طبطب عليها ثم قال ارتاحي و كل شيء يكون تمام و أخرج هاتفه المحمول من جيبه و اتصل على رضوان و طلب منه تجهيز التوأم حتى يأخذهم و قبل خروجه طلبت منه أن يسرع فى عمل الزينة و العقيقة و أحضر التوأم و أخذتهم بين أحضانها و انهالت فى البكاء و هى تقول كنت أتمنى أن أطعمكم من ثديي قال لها محمد الحمدلله على كل حال و دخل عليهم الأولاد ليرحبوا بالتوأم و بعد وقت قصير قال محمد لأم عبدو يكفي هذا حتى ترتاح خذيهم للخارج و جاء الليل و كان محمد يذكرها بدوائها و نام الجميع إلا زينب كانت تضع رأسها على الوسادة و تفكر فى الآتي و فى الصباح الباكر خرج محمد من البيت حتى يلحق صلاة الفجر و بعد صلاة الفجر عاد للبيت فوجد زينب فى المطبخ قال لها ماذا تفعلي قالت جهزت لك طعام الافطار مثل ما كنت أفعل من قبل ابتسم ثم قال يكفي هذا تعالي لغرفتك و أمسك بها حتى دخلت الغرفة و تناول الطعام و جلس يحكي معها حتى حان معاد المحل فودعها و خرج و قبل خروجه حذرها من أي مجهود و أكدت عليه حتى يسرع بالعقيقة و بعد خروجه ظلت تتجول فى البيت و كانت تدقق النظر لكل ركن ولم تعرف هل كان هذا وداع أم فرحة بالعودة للبيت و دخلت حجرات الاولاد و ظلت تقبل كل واحد و هو نائم حتى دخلت غرفة التوأم وجدت أم عبدو نائمة بجوارهم و شعرت بها أم عبدو قالت لها هل تريدي شيء أفعله قالت لاء كنت أطمئن فقط عليهم و خرجت و هى تسند على الحائط و دخلت غرفتها و وضعت رأسها على السرير و كان محمد يرن على هاتفها كل ساعة حتى يطمئن عليها و بعد أذان العصر رن عليها و قال لها لقد رتبت كل شيء و غدا تكون العقيقة شكرته و رنت زينب على الممرضة هند و أختها منى حتى تدعوهم لتناول العقيقة غدا و فى المساء جاء محمد منهك و متعب من كثرة العمل و دخل على زينب و جدها جالسة على السرير و حولها كل الاولاد و التوأم بين أحضانها و كانوا يضحكوا ابتسم محمد و شعر بسعادة كبيره جداً ثم جلس يتحدث معهم و سألته زينب بماذا سميت التوأم قال فضل و زينب ابتسمت و هى تنظر له ثم طلب محمد من أم عبدو أن تجهز العشاء و بعد العشاء ذهب الجميع للنوم و جلس محمد يحكي مع زينب حتى و جدها تمسك يده و تقبلها و تقول سميت البنت زينب لهذه الدرجة أنت تحبني قبلها من رأسها ثم قال أنتي زوجتي و أمي و أختي أنتي لي الهواء الذى أتنفسه ربنا يديمك نعمة عليه و نام محمد حتى أذان الفجر و خرج للصلاة ثم عاد سألته زينب هل تذهب للمحل اليوم قال اليوم جميع المحلات مغلقة إحتفال للتوأم و جميع العمال أجازة بأجر كما طلبتي قالت له ربنا يزيدك من نعيمه و خرج ليطمئن على الطباخين و مر اليوم بسلام و جاءت هند و منى و جلسوا مع الأطفال و كانت منى فرحة جداً بهذا اليوم و وعدت زينب منى بأنها خلال أيام قليلة تجد لها عمل و انتهى اليوم و دخل الجميع للنوم و فى الصباح قام محمد لصلاة الفجر و عند نزوله من على السرير حتى كانت الفاجعة الكبرى انتظروني غدا
الكاتبة / هناء البحيرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق