لا زلت أذكر أنوار صباحات خريفك باردة
أضواء من شتاء بعيد وليال بوجوه الماس
لن أنسى شعر خلودك الملون بالحمى والنار
شعر يتنامى فيه ليلي ويبعد نهاري
تتلألأ فيه نجومك بقدر غلياني
ليأتي كلامك الى فؤادي ساخنا
دهاء حروفك يحرقني
وأنا أرغب في عجن طينك الأخضر
أمزجه بشقائق النعمان الأحمر
لا أريد العيش فيك منسيا رغبة في رحمتك
سألزم الشمس في سترتك
لأرفع عنك غبن الكفر والإيمان
وتزرع في الأصالة والفكر ويشع البيان
اشتهي منك رعشة يرسمها كلامك
همهمات توحي بها إلي ليتألق شعرك
ترسم شكواي عن رثاء انتصر فيه قدرك
حركات وسكنات طال فيها ليلك
روايات بلا خبر توحي إلي ليكذبني نثرك
هل يكذب البليغ في بلاغته إذا روى
كسوف فجرك بياض يغلق الحدود في الأفق
بلاغة لا تواصل فيها بيننا ولا ذكر
قول منك فصل وقول مني وصل
لتغلب الهزة على العزة ويحلو لك النقر
دون إيقاع ولا ستر
فأي من حروفك لا يقبل القراءة ولاينثر الأدب
لطف سمعك واستر عيبك
اعلو مليحا بأناشيد حبك
وغن شاعرية هدوئي في أناشيد مجدك
فقد ندم قابيل على هابيل في عرس السماء
وأنت إلى متى سيتواصل حزنك على أخيك
ابحث لك عن كتب أخرى تكمل بها فكرك
لا تتهجم علي في ملحمة صامتة
أنا استحم في واد الصلاة وتلا فيها أشعارا
أمثالا شعبية تبحث عن قلق عباراتك
تعلمك بلاغة الصدق في منارة الأدب
كناية لطيفة أكتبها إليك بألوان طينية
تكتبها صلصالتي على وريقات نسيجك
احمد انعنيعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق