الجمعة، 24 سبتمبر 2021

قصة قصيرة 
ازدوجت البصمات
بقلم الأديبة عبير صفوت

لَم أَصْدَقَ هَذَا الْحَدِيثِ ، عِنْدَمَا قَالَت ، شقيقتي الصَّغِيرَة "سلوي" أَنَّهَا رَأَتْ أَبِي الرَّاحِل ، وَقَدْ تُحْدِثُ مَعَهَا ، مِسْكِينَة "سلوي" دَائِمًا تُرِي مَالًا نَرَاهُ نَحْنُ الْعُقَلَاء ، أُرِي لِهَذَا السَّبَبِ ، تَنَازَل أَبِي لَهَا عَنْ كُلِّ الْأَمْلَاك وَالْأَمْوَال ، حَتَّي نَهْتَم بِهَا ، حبيبتي الصَّغِيرَة ، ساهتم بِك إلَى آخِرِ الْعُمُرِ .

تَابِعٌ الْمُحَقِّق أَقْوَالِه ، إمَام الَّتِى كَانَتْ تَجْلِس امَامِه :
هَذَا مَا طَلَبَهُ بِالضَّبْط ، اسْتِرْدَاد أَمْلَاكِه وَأَمْوَالُه .

قَالَت "عفاف" مندهشة :
أَنَّا لَا أَفْهَمُ .

آكَد الْمُحَقِّق :
تنازلت "سلوي" ل "سيد الغريب" عَن أَمْلَاكِهَا وَأَمْوَالِهَا لَيْلَة أَمْس .

زعرت "عفاف" كَيْفَ ذَلِكَ ؟ هَذَا لَا يَجُوزُ ، أَنَّهَا مُخْتَلَّةٌ عَقْلِيًّا .

قَالَ الطَّبِيبُ الشَّرْعِيّ :
لَيْس بِالشَّيّ الَّذِي يَتَحَتَّم عَلَيْهَا عَدَم التَّنازُل لِلْآخَرِين .

اعْتَرَضَت "عَفاف" إنَّمَا لاحقتها الْأَخِيرَة الصَّغِيرَة مُصْرِه :
جَاء أَبِي . . جَاء أَبِي .

لَوَّحَت "عفاف" إلَى شقيقتها :
مَات اباكِ ، لَقَدْ مَاتَ اباكِ .

إنَّمَا أَصَرَّت الأخري :
جَاء أَبِي بِالْأَمْس .

رَبَط الطَّبِيب الشَّرْعِيّ حَلْقِه نَاقِصَة الذَّكَر بِذِهْنِه قَائِلًا :
إِذَا دَعَوْنِي اكْشِف بَعْض الغُمُوض .

حَضَر الطَّبِيب الشَّرْعِيِّ بَعْدَ وَقْتِ وَجِيز وَقَالَ وَهُوَ يَشْعُرُ بالانتصار :
هاهي الْأَدِلَّة .

انْتَبَه الْمُحَقِّق مشدوها :
ازدوجت البصمات الَّتِي كَانَتْ بِعَقْدِ التَّنازُل ، هُنَاك بصمتان ، بَصْمَة لِلْآخَر الَّذِي طُلِبَ حَقِّه بِالْمَال وَالْأَمْلَاك ، وبصمة لرجلا آخَر .

خَرَجَت "عفاف" عَنْ الْمَأْلُوفِ تَجْهَر :
مَنْ هُوَ ذَلِكَ الرَّجُلُ ؟

قَالَ الطَّبِيبُ الشَّرْعِيّ :
لَلْأَسَف أَنَّه عَمِّك شَبِيهٌ اباكِ ، الَّذِي كَانَ بِالْخَارِج مُنْذُ وَقْتِ طَوِيلٌ

قَالَت "عفاف" كَأَنَّهَا رَسَت عَلَى شَاطِئِ مِن الرِّحَاب :
نَعَم فُهِمَت ، تِلْك هِي الأُلْعُوبَة الَّتِي تَمَّت مَع الصَّغِيرَة ، حَتَّى اعْتَقَدَت أَنَّ أَبَانَا لَمْ يَمُتْ

قَالَ الْمُحَقِّقُ :
لَعِب بِعَقْل الصَّغِيرَة المتوهة .

تَابَعَه الطَّبِيب الشَّرْعِيّ :
إذَا طَلَبَ الْحَقِّ بَاطِلٌ .

حَتَّى لَاحِقَةٌ الْمُحَقِّق بِثِقَة :
يَتَلَاعَبُون إنَّمَا الْقَدْر ، دَائِمًا يُفْرَض كَلَّمْتُه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحب الخالد// بقلم الشاعرة: همسة انين

الحب الخالد يا قلبين قد صاغَهُما قدرٌ فشُدَّ الوصل رغم البعد الأليم مسافات تناءت صارت أفقًا وخلف الصمت صوتٌ في الصميمِ فلا عين تواسي اليوم ح...