-------------
بَيني وبينكِ ...
غابتانِ مِنَ الصّبابةِ...
منْ حَكايا أَلفِ ليلةْ.
بَيني وبينكِ بَرزخٌ...
والريحُ عاتيةٌ...
وليسَ لزورقي ...
في الأَمرِ حيلةْ.
فتوكّئي فوقَ الجراحِ وأَقبِلي...
وتجاوزي كلَّ المُدى...
كلَّ الحماقاتِ الدّخيلةْ.
فالحُبُّ ..
ينتظرُ الرجوعَ ...
ولو على جُنحِ الجِراحِ ...
على المسافاتِ العليلةْ.
لا تَعزفي لحنَ الوَداعِ ...
دُروبُ أَحلامي طويلةْ.
وَخُطايَ عاشِقةٌ ...
يَهيبُ بها الحنينُ ...
يَحثُّها ...
شوقُ الطيورِ إلى الخميلةْ.
وأَنا هنا ...
حَطَّمتُ كأسَ ضَياعِنا ...
وحبستُ دمعَ وَداعِنا ....
وَنبَدتُ من سِفْرِ الحياةِ ...
رُؤى القبيلةْ .
وأَتيتُ أَحملُ زادَ أَيامي عيوناً ...
تُبحرُ الأَشواقُ فيها ...
والأَماني الخضرُ ...
والنجوى ...
وأَحلامُ الطفولةْ .
عودي إلى جَفني ...
استَبيحي مُقلتي ...
واسترجِعي صَوتي ...
وروضَةَ قِبلتي ...
فعسى يعودُ لوردةِ الخدَّينِ ...
فيءُ العشقِ ... والقُبُلاتُ ...
واللغةُ الجميلةْ .
ضُمي بجَفنِكِ خافِقَيَّ ...
ليَنتشي في داخلي شَدْوُ السنابلِ ...
حينَ عانقَ لونَها الدّهبيَّ ...
مِنجلُ حاصدٍ أَضواهُ ليلَهْ .
ضُمّي جراحي واغزُلي ...
من دَفقِ أَوردَتي انتِمائي ...
ضُمّي جراحي ...
واستعيدي نبضَكِ الجبَليَّ ...
واحتَضِني دمائي ...
فغداً ستزهِرُ في العيونِ البِكْرِ ...
أَطيافُ الرُّؤى الخضراءُ ...
غابَتُها الظَّليلةْ .
شِعر
أكرم عبدالكريم ونّوس
سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق