الأحد، 11 يوليو 2021

الــعـانـس / المستشار د. سليم أحمد حسن
وقــفـتْ فـي الشـــّـبـاكْ.. كان اوقت مســـاءً ..                                        
نــظـرتْ نـحو الأفــق المـصبوغ بـلــون الـدّم ..
وقــالـت : آآآآآآه .. هذه الشفـق الدامي.. 
مـثـل جـراح الـقـلـبْ.! والقلب حـزينٌ ، يـشـكـو الألـمَ ، ويـشــكو اللاّحـــبْ ، ويـســأل عـن مـعـــنى " الـعـانــس " !!!
يـســـمـعـُـها فـيـقـــول " ســِــترك يـا ربّ "
مـاذا يـعني أن فتـاة .. بدأت تنـهي الـعـقـد الثالــثَ ..
لـم تــتـزّوج حــتى الآن !؟
مـا دامـت تحـيـا راضيـة ًقـانـعـة ً وبـكـلّ أمــان !
ولمـاذا تـصـبح مضـغـة ألـســنة الـنـاس ..!
ومـوضـعَ عـطـف ٍ ؟ أو ســخريـة ٍ وهــوان ؟
ولمـاذا يـعــترض الـنـاسُ .. عـلى أمـــر ٍ قــدّره الـرحمـن ؟
أنـَسُــوا أن الحكمـة قـالـت : إن قــلّ حـيــاء الـنـاس ضــاع الإيـمــان .
 مـــّي حــين تــرانـي تـهمـسُ ، سـَــترَ الله عـلـيــــــك !
وأبـــي حــين يـــرانـي ، يـحـضـنـنـي ويـقــول :
لا أمـــلك غــير حـيـــاتي .. وحـيــاتي مـلك يـــديـك.. !
وأخــي حـين يــرانـي ، يـُمـســـك خـصــلات ٍ مـن شـــعري ..
فـيـداعـبهـا ، يــتــغــزّل فـيّ .. ثــمّ يـقـــول :
مـا أطـهــر قـلـبـــك ! مــا أجـمــل عـينـيـــك !
لا يـعـمـُــــرُ هــذا الـبــيــت بـــــدونـــك ..فـأنـت الـشــمـعـة ،
أنــت الـبـســمة ، أنــت الـصـدرُ الـحــانـي ..
نـــأخــذ مـنــك الـحـــبّ ، وعــنـد الـيـــأس نـعـود إلـيــــــك .
حــــتى الـجـــارات ..إن جــــئن لأمــّي يـشــربــْـنَ الـقـهــوة َ ..
بدأنَ حــديـثــا عــني !! ودعــاءً لـي .. وقـلـنَ لأمــّي: لــبــيــك !                                                          
سـنـساعـد فـي إيجــاد "عـريـس ٍ" يـسـترهـا ..
فـتـُـتــَمـْـتـِـمُ أمــي : يـا ربّ أنـت الـســاتـرُ .. وأنـا أتــّكــّـلُ عـلـيــك
وكـنــت وراء الـبــاب ، أســتـمـع إلـيـهــنّ ، أضـحـك حـينـا ..
أدمــع حـيـنـــًا .. أتـــــــألــّمُ أحـــيــــــانــــًا.. !!
لكـني مـا عــدتُ أطـيـق الـصـّمـت .. فـخرجـت إلـيـهـنّ وقـلت :
يـــا خــــالات !! حــرام هـــذا !! وكـــلام فـيــه هــْـــراء !
لـم أتـــزوّج هـذا قــدر وقــضـاء !وأنـا لـســت بـضــاعـة ســـوء ..
تــُعـرض في الـسـوق لـبـيـع ٍ وشــراء ! وأنـا لا أحـتــاج عـريـســًـا ،
أيّ عــريس ! ولمــاذا ؟! يـســــترني ؟ 
ربّي الـساتـر ، وأنـا طـاهـرة طـُهْـر الماء !
يــُـطـعـمـني ؟ فــي بـيـتـي فاكـهــة وغــــــذاء !
يـكـســـوني ؟ دولابـــي مـمـلــــوء بالأزيـــــاء !
يـعـطـيـنـي ؟ عـنـدي مـا يـكـفي . والله كــريـم مـعـطــاء !
للشــهـوة ، لـلأبـنــاء.. ؟ أصــبر والصــبر ثــوابٌ وعـــزاء.
مـاذا بـعــد ؟ لـسـت الـعـانــس ، فـالـعــانـسُ مـن جـلـسـت تــبكي
تـنــــــدبُ حـظـــًــا .. تـنــتـــظـر " عــريـــسَ الـغـفــلــة ِ" ..
والـقــادم فــوق حـصــان ٍ أعــرج ! أو أيّ حــــمــار ٍ إن جـــــاء..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قصة حلم سارة/ بقلم المبدعة: همسة انين

ق ـ ق حلم سارة في قلب الريف الجزائري، حيث تتراقص سنابل القمح مع كل نسمة هواء، وتغني الطيور أعذب الألحان مع كل شروق شمس، كانت تعيش سارة، فتاة...