الأحد، 28 مارس 2021

القضاء والقدر !!

كانت الأرواح تُناجي بعضها 
تُحاكي أسرار الخلود .. وهناك روح قد شاخَت بِجسدِها من عِبئها  وعادت لا ترى غير خَيالاتِ
السنين والمنون ..
مالَتْ على صدري وبدأ عُكَّاز الصبر على خيالي يستكين..
جَنَّ الرُقادُ من جنوني وبدأ الخيال يُناجي قَدَر وقضاء العُمرِ ..

ما الحياة بالهنا إنما مُراد العيش بالكِفاح واليقين ..
ما الحِكمة بكلامٍ وتفسير إنما بِما يختبئ وراء واقع وحنين ..

وكانت الأرواح النقية تجوبُ بي جحيم وجمال الدنيا ،، لِتُريني ماضٍ وحاضر ،، 
قلتُ  لها ؛ مِنَ الماضي حصدتُ غلَّة الحاضر ،، والحاضر جمالُهُ 
ليس بالوجوه ،، إنما حُسنهُ شُعاع القلوب وعطاء الذات الكُليَّة المُطلقة.. وليس للغد توقعات اليوم بل أمنياتَ خيرٍ نتمناها.. 

عُدتُ وسِرتُ في بِطاحِ الدنيا وعلى جانبي أرواح القدر تستمطِرُ 
وجوديات وكماليات.. 
همَسَتْ في أُذُني : 
أنظري يا ابنة الحياة ! 
هنا قومٌ مغتاظٌ من ألفاظِه ومعاملَتِه ،، 
هناك !!! الحُبٌّ زهرٌ يعيش مِن رَواء قلوبٍ نقية .. 
وعلى تلك الرابية ، دُخانٌ تذريه رياح النفوس الظالمة.. 
في تلك الزاوية يقظة الفِكر وسِرٌّ  إن باحتْ  به الذات تترك ما في الفِكرِ  يهيمُ بين أشباح الدُجى حتى صباح الفَهمِ والإيضاح..

أنظري يا ابنة الحياة !! 
هناك في ظلامٍ  تمشي بعض النفوس مُبطئة وكأنّ َ الأرض لا تطال أقدامهم ، وتدوسُ على التُرابٍ كما تلمُسُ الأطلال أصابِعَ السَحاب.. 
هناك مَنْ هُم نائمون وهُم في اليقظة ، يتوشَّحون في أثوابٍِ من 
سديم وضباب. 
ويأتي القدر من ناحية يخطفُ أرواحاً في غفلةِ راحتِهم ويحكمُ
القضاء على أطيافٍ غارقة في عِلَّةِ وجودِهِم ..

أيتها النفس اغتسلي كل يوم بِدمع ِ الندم على خطأ ارتكبتيه.. فلو لم تغتسلي بالدمع والتوبة ،، لَعِشتِ عمياء 
ولا ترين سوى أعمدةَ الظلام لأنَّكِ لا تعلمين متى يميل القضاء والقدر ،، ويطرق مِطرَقة الأزل فيصرَخ الأبد ..
فَكُلُّ جسدٍ فانٍ ولكن الروح تأتي الى محكمةِ الدهور ،، وملامح القدر تُحاكِمُ النفوس ، فإما أن تحيا بِنور شمس الخلود ، وإما تندحر الى قبورِ الظُلُمات ..

القضاء والقدر !!  
واعجبي ! مِن هاتين الكلمتين العملاقتين ،، لا أحد يعلَم قَدَرَهُ ولا متى قضاءَهُ!! كل ما أعرِفُهُ
أنَّ في المساء خيالات الهموم 
وجمال الصباح آياتٌ مِن نور ..

مالَتْ الأرواحُ على القضاء والقدر 
وقالت للدُنيا بِصوتٍ يَهِزُِّ  أركانَ العُمرِ : 
لِيكُنْ صباحَكَ أيها الإنسان قلباً يحوي مِصداقية ومحبة 
ولِتكُنْ روحَكَ بِذرةً صالحة تُكلِلُ
الأرض عطايا وسلام. 
وأنتَ أيها القضاء والقدر ارحم 
نفوساً ضعيفة ترتاعُ الرجاء وتُطالبُ بِالرِفقِ على قضاءٍ وقدر .

ثم سمِعتُ صوتاً يُناجي روحي قائلاً : 
أنتِ روحٌ مِن نور  ونار 
أنتِ في صدرِ الحياة فؤادٌ وقلبٌ من ذَهَب ، فيه حُبٌ وانصهار .. 

ولتكن مشيئة الله 
في قضَائِنا وقَدَرِنا.

بقلم : غريتا بربارة ✍🏻
أميرة الأحلام 🇱🇧لبنان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحب الخالد// بقلم الشاعرة: همسة انين

الحب الخالد يا قلبين قد صاغَهُما قدرٌ فشُدَّ الوصل رغم البعد الأليم مسافات تناءت صارت أفقًا وخلف الصمت صوتٌ في الصميمِ فلا عين تواسي اليوم ح...