الأحد، 6 يوليو 2025

إقصاء ورثة التضحية /بقلم الأديبة: أوسلين هاتن (مقال)

الاحتفالات الوطنية في مدينتنا: غيابٌ يثير التساؤل
تُعدّ الاحتفالات الوطنية في مدينتنا مناسباتٍ مهمةً لتجديد العهد بتاريخنا المجيد وتضحيات أجدادنا. ففي كل عام، ومع حلول هذه الأيام العزيزة، تتزين الشوارع وتُرفع الأعلام، وتتجه الأنظار نحو المنصات الرسمية لمتابعة فعاليات التكريم والاحتفال.
لكن، وبكل أسف، أصبحنا نلاحظ ظاهرةً تتكرر عامًا بعد عام، ظاهرةً تُثير فينا الكثير من التساؤلات والأسى: إنها حضور نفس الوجوه المألوفة في الصفوف الأمامية، وغيابٌ يكاد يكون تامًا لـأبناء المجاهدين والشهداء عن هذه المناسبات التي تُعنى بتضحيات آبائهم وأجدادهم.
فبينما نرى كبار المسؤولين والشخصيات المعروفة يتصدرون المشهد، يغيب عن الأنظار أولئك الذين يحملون في دمائهم إرث التضحية والفداء. أين هم أبناء وبنات الشهداء الذين ضحى آباؤهم بأرواحهم من أجل هذا الوطن؟ وأين هم أحفاد المجاهدين الذين صنعوا ببطولاتهم تاريخ الجزائر الحديث؟ لماذا لا نراهم يحتلون مكانهم الطبيعي في هذه الاحتفالات، لا كضيوف شرف فحسب، بل كجزء أصيل من النسيج الذي يُكرّم ذكرى آبائهم؟
إن هذا الغياب ليس مجرد تفصيل عابر، بل هو مؤشرٌ خطيرٌ على تهميش فئةٍ كان يُفترض بها أن تكون في صميم هذه الفعاليات. فتكريم المجاهدين والشهداء لا يقتصر على ترديد الشعارات أو رفع الأعلام، بل يمتد ليشمل الاهتمام بذراريهم وتوفير الفرص لهم للمشاركة الفاعلة في بناء الوطن والحفاظ على ذاكرته.
إننا نأمل أن تُعادَ النظر في طريقة تنظيم هذه الاحتفالات، وأن تُمنح الأولوية لأبناء المجاهدين والشهداء للمشاركة فيها، وأن يُصغى إليهم، وأن تُتاح لهم الفرصة ليروا ويُرى بهم أن تضحيات آبائهم لم تذهب سُدى. فالمستقبل يُبنى على أكتاف الأجيال الجديدة، ولا يمكن أن يكون هناك مستقبلٌ مشرقٌ دون ربط هذه الأجيال بجذورها العميقة وتضحيات من سبقوها.
هل توافقونني الرأي أن مشاركة أبناء المجاهدين والشهداء يجب أن تكون أكثر فاعلية في الاحتفالات الوطنية؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحب الخالد// بقلم الشاعرة: همسة انين

الحب الخالد يا قلبين قد صاغَهُما قدرٌ فشُدَّ الوصل رغم البعد الأليم مسافات تناءت صارت أفقًا وخلف الصمت صوتٌ في الصميمِ فلا عين تواسي اليوم ح...