من يكسب حراما مهما كثر يزول ويندثرُ
ومن يجني حلالا مهما صغر يزيد ويثمرُ
وما يقوم على العدل والوفاء ينمو ويكبرُ
وما يبنى على الكذب والخديعة لا يستمرُّ
ومن ينهل علما يرقى وعبر الزمان يُذكرُ
ومن يتكبّر جهلا مهما تـأنّق يذلّ وينكسرُ
وحين تعمل بصدق ووفاء يستجيب القدرُ
ولما تعتنق الخبث والخداع تتعب وتخسرُ
والحياة تزهو بالإحسان وبالمكارم تستقرُّ
والإنسان الأصيل يُعرف بما يعمل ويفكّرُ
والبشر المفـسد سبيله الاستهتار والتهوّرُ
ومن يتعلم بدون كلل ينجح حـتما ويتطوّرُ
ومن يقـيّده التردّد والملل يتعـثر ويتدهورُ
ولا تثق في كثير اللغو ومن يُقسم ويُكرّرُ
ولا تعوّل على من يتعلّل ويشتكي ويتذمّرُ
ولا ترجو عونا ممن ينوي ويحلم ويؤخّرُ
فعند الملاذ به تجده يلعن ويتأسّف ويبرّرُ
واحذر ممن يستفيد فلا يعترف ولا يشكرُ
يأخذ ما يشاء ولا يردّ وإذا أخطأ لا يعتذرُ
وإذا داينـته يماطلك وقد ينساك ولا يتذكّرُ
وإذا أكرمته غير محتسب يجفوك ويتنكّرُ
ومهما تنكر البغاة الطغاة فالبر لا ينحسرُ
والخـير بين الناس قد يقل ولكن لا يتبخّرُ
فخذ الناس بإحسان والكريم من لا يقصّرُ
والتحذر لازم والفطنة مطلوبة لمن يعتبرُ
ولا تبذر إلا الخير فزراعة الشر لا تُغتفرُ
وفكر ولا تتأخر في تقديم ما يسعد ويبهرُ
فالبشر في احتياج إلى جل ما ينفع ويسرُّ
والعاقل النبيه لا يظلم ولا يقسو أو يُعسّرُ
والماكر البغيّ يظل ظلوما فيخرّب ويدمّرُ
وإذا شئت راحة البال فلا تغتر بما تضمرُ
وعـشا حرّا نزيها وبعيدا عما يُقلق ويُعكّرُ
فلا طمأنينة وهدوء لبشر إذا اشتـدّ التوتّرُ
والمؤكد أن النفوس المهـتزّة بالسوء تأمرُ
ولا دور للعقول إذا أصابها العناد والخورُ
وربما في جحـيم المهالك قد تسبح وتبحرُ
ولم يعد غريبا أن المفاسد تـتفاقم وتنتشرُ
وأن الجرائم في كل النواحي تتسع وتكثرُ
وأن فنون الخداع وثقافة الاحتيال تزدهرُ
فهل بلغـنا قمة الذكاء وعم العلم والتحرّرُ
أم دقـت نواقيس الحذر وقد توحش البشرُ
وكلما زدنا تطورا يزداد الاختلال والخطرُ
ولقد ضج بالمخاطر الهـواء والبـرّ والبحرُ
ويكاد ينطق بهول التـلـوث النبات والحجرُ
ولا تقلّ حالات التدهور حـيث يمتد البصرُ
ولا شيء لم يشهد تغـيرا ولم يلحقه ضررُ
وأنت وما ترى ولك كل الحرية فـيما تقرّرُ
ولا تـنس أننا شركاء حقـا إذا عمّ التصحّرُ
وأتمـنى أن أخـطئ في تحليلي وما أتصوّرُ
*---{ بقلم الهادي المثلوثي / تونس }----*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق