السبت، 6 يوليو 2024

مذكرات أنثى/ بقلم الأديبة: وفاء العنزي

مذكرات أنثى
كنت دائما الإبنة التي لا خوف عليها
كنت دائما الأم القوية التي لا تبكي أمام الجميع بل تبكي خلسة
كنت دائما الأخت التي يلجأ إليها إخوتها في كل ظروفهم
كنت دائما الصديقة التي تقدر معنى الصداقة،تعيد الأمل لصديقاتها حتى وأنا في أسوا حالاتي
كنت دائما الزميلة التي يعتمد عليها
كنت دائما تلك الجارة التي لا ترفض طلب وحتى من السابع جار
لكن،أنا التي أظهر دائما بمظهر الناجية،المنقذة،القوية
اين أنا من فرح الأيام،أين أنا من حياتي وحياتهم،تركت نفسي في ذيل قائمة أولوياتي، لم ينتبه لي أحد وأنا غارقة في ظلام الليالي وكأن للذكريات قلب لا ينبض إلا ليلا...
تمنيت كثيرا أن أغادر أفكاري كما غادرت كل الأماكن التي لم ارتاح فيها،حاولت مرارا أن أتجاوز كل مايؤذيني،أتجاهل كل ما يبكيني...
انا التي لم ينتبه أحد لتعبي الهادئ،لحزني الدفين،لألمي المستكين وهمي الشجين..
تعبت من التظاهر باللامبالاة،تعبت من الجهاد لإخفاء ما أمر به وما يمر بي،تعبت من قسوة وقساوة الأيام علي،تعبت من الركض في الطريق الطويل،الصعب والشاق
تعبت من حياة الكبار المعقدة التي اعيشها،تعبت من سني الذي لم يناسبني،ففي داخلي مازلت طفلة ترغب بكل شيء يفرح،طفلة تخلع رداء طفولتها الشفاف ثم تخبئه في صندوق العمر المقفل،لتركض في شوارع الزمن ،في واقعهاانثى لا تقبل ان تضعف،وفي حياتها حلم لونه ابيض،لن تقبل ان يلون بالاسود،
مللت الذكريات التي تداهمني فجأة وتخبرني انهم كانوا معي يوما،تأتي فقط لتقذف قلبي بأسوأالخيبات
كم أرغبمرارا في البكاء،لأجلي،من ثقل الشعور الذي يرهقني،من كثرة التفكير الذي يتعبني ،لكني تعودت على ان لا أظهر دموعي،تعودت على الصبر، لدرجة نسيت كيف اعيش في كنف الضعف...
نعم فأنا لم أتعود أن أسقط وأنهار علنا،لم يكن لي خيار غير ارتداء قناع القوة واللامبالاة،لم يكن الفشل هو أحد قراراتي ولم أدرج الانهيار في قاموسي.
فانا لا أملك وقتا للانهيار،مجبرة على الصمود لأن هناك من ينظر إلي بابتسامة ويقول: هذه أمي.....مثلي الأعلى....
إنها أمي ....أمي القوية....الصابرة الصبورة....المبتسمة أمام الجميع
نعم هذه أمي التي تغزل من خيوط الصبر حلما ومن قاع اليأس أملا ،تعزف الألحان بنشوة ونغم،تمشي على الأشواك لتقتلع الخذلان والندم
وإياك ...إياك يا أمي أن تقولي تعبت،أنت تاج فوق رؤوسنا،ملكة على امبراطوريتنا بطلة في ملعبنا ،حملت وتحملت،واصلت ووصلت بثباث حتى اثبتنا..
انت يا أمي معادلة طردية،لن يكررها الزمان،فأنت لا تملكين رفاهية الانهيار...
مودتي ومحبتي بلاضفاف وفاء العنزي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحب الخالد// بقلم الشاعرة: همسة انين

الحب الخالد يا قلبين قد صاغَهُما قدرٌ فشُدَّ الوصل رغم البعد الأليم مسافات تناءت صارت أفقًا وخلف الصمت صوتٌ في الصميمِ فلا عين تواسي اليوم ح...