السبت، 18 مايو 2024

الأديب الأردني/ صخر محمد حسين العزة /كتب/ مفتاح بيتي

مُــفــتــاح بــيــتـي
الوطن هو إنسانٌ وأرضٌ وعقيدة وانتماء
الوطن هو تاريخٌ عابقٌ بالذكريات بآلامها وهنائها وسرورها
الوطن هو الماضي والحاضر والمستقبل وذكريات الأجداد
الوطن هو المتجدد والمتجذر حبه فينا فهو منا ونحن منه مهما ابتعدنا وتغربنا مجبرين فلا نحيد ولا نرتضي عنه بديلا ، وكما قال ابن الرومي: ( وطنٌ صحبتُ به الشبيبة والصبا ولبست ثوب العمر وهو جديد) فالوطن هو أعز ما في الوجود على الإنسان وكما قال الشاعر :
هب جنة الخُلد اليمن لا شيء يعدل الوطن
غادرنا أرضك يا وطني جسداً ولكن قلوبنا وأرواحنا لا تزال مُعلقة فيك
غادر آباؤنا وأجدادنا أرض الوطن مُكرهين وحملوا معاهم مفاتيح بيوتهم لتبقى حاملةً ذكريات ماضٍ لن يُنسى جميلٌ بحلوهِ ومُرِّهِ
مفتاح بيتي هو ذكرى نكبة غدر عدوٍ وخذلان وتنكر أخٍ وصديق
مفتاح بيتي هو ذكرى ألم الفراق وبارقة أملٍ بالعودة لن تخبو جذورها
مفتاح بيتي هو أيقونة وفاء وفداء ، وعزَّةٍ وكرامة
مفتاح بيتي هو رمز الحق المبين ومن أجله لن نستكين
مفتاح بيتي سيبقى يتنقل من الأجداد وإلى الآباء والأبناء والأحفاد وأحفاد الأحفاد
إنه سيبقى يسري في عروقنا وشراييننا كما يسري الدم في الجسد من عضوٍ إلى عضوٍ باعثاً فيه الحياة
مفتاح بيتي هو مفتاح العودة هو أيقونة العز والفخار والنضال
يقولون مفتاحك علاه الصدأ وإنه لن يفتح باب دارك ، وقد يكونوا هدموا الدار ، ولكن أقول لهم إنَّا نحنُ من هذه الأرض ، والأرض تحِنُّ إلى أبنائها ، وإن باب الدار سيعرف رائحة بنيه ، والدار ستعود وتبنى بسواعد أحبابها ، وإن شجرة الزيتون التي زرعها جدي ستطرح ثمرها بهجة بعودة أبناء وأحفاد الأجداد ، وإن اقتلع الغاصبون الشجرة سنزرع ألف شجرة .
مفتاح العودة هو رمز ثابت في وعي كل فلسطيني من الطفل الرضيع إلى الشيخ الهرم الذي يودع الدنيا وهو قابضٌ على مفتاحه ليسلم الأمانة إلى أبنائه وأحفاده ، وسيبقى المفتاح هو رمز العودة ، كما الكوفية رمز النضال وهوية الشعب الفلسطيني ، فالمفتاح هو عنوانٌ للصبر وتحمُل ألم الفراق ورمز العودة الذي يشدنا للوطن ، فلا بد أن يتحقق الأمل ، وسيزول صدؤه بزوال الإحتلال وتحرير الوطن الحبيب .
فإليك أيها الوطن الحبيب الذي طال انتظارنا للقياك ، أقول كلام ، والكلام قليل في حضرتك أيها الوطن البهي المُفدى يا فلسطين الحبيبة يا أرض الإسراء والمعراج وقبلتنا الأولى ويا أرض المسجد الأقصى ثاني مسجد تُشدُّ الرحال إليه وأرض سيدنا إبراهيم الخليل ومهد المسيح وكنيسة القيامة وأرض جُلَّ الأنبياء .
فلسطين يا غصن الزيتون في الخليل ، ويا حبة التين وبيارات البرتقال والكروم في يافا ، ويا رائحة الدحنون والزعتر في جنين مصنع الرجال ، فلسطين يا بحر غزة الذي يلفظ كل محتل وشوكةً في حلقِ كل غاز ، غزة التي تُقدم دماء أبناءها قُرباناً لحفظ كرامة الأمة المهدورة ، فلسطين يا سور عكا قاهر نابليون ، فلسطين يا كل المدن التي تحمل عبق التاريخ وأروع صور المجد والنضال .
فإليك يا بوابة السماء ويا روح الأنبياء ويا أرض الأجداد
إليك أقول يا دُرَّة الدُرر يا فلسطين الحبيبة ، ستبقين خالدة في قلوبنا ، فلا تحزني لخذلان ذوي القربى لك ، ولا تجزعي لأن الروح التي فيكِ لم يستطيعوا تمزيقها ، وهي التي تشُدُّنا إليك، وتزيدنا إصراراً على تحقيق النصر على يد أبنائك الذين قدموا ولا يزالوا يقدمون أرواحهم لأجلك وما فرطوا فيكِ ولا خذلوكِ على مرِّ السنين ، فما دام هناك طفلٌ يرضع ويكبر ، ويكبرُ معه حلم العودة ويبقى متشبثاً بمفتاح بيوت أجداده إلى أن يتحقق التحرير والنصر وترفع أعلام فلسطين على أسوار القدس ومآذنها بإذن الله ، وقال تعالى : { وبشِّر الصابرين } .
وأقول كما قال الشاعر :
تحرير الأرض هو الأمل وبحق العودة يكتمل
حقٌّ لم نرضَ له عِوضاً ما في الأكوان له بدلُ
مفتاحي ها هو في جيبي لحفيد حفيدي ينتقل
صخر محمد حسين العزة
عمان – الأردن
15/5/2024

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحب الخالد// بقلم الشاعرة: همسة انين

الحب الخالد يا قلبين قد صاغَهُما قدرٌ فشُدَّ الوصل رغم البعد الأليم مسافات تناءت صارت أفقًا وخلف الصمت صوتٌ في الصميمِ فلا عين تواسي اليوم ح...