بقلم الأستاذ : بسعيد محمد
يا طغاة تزينوا بثياب
زائفات تثير حزنا شديدا
ملء أعماقكم ظلام و سعي
لمأس تغشى الورى و وجودا
كم خطوب أضرمتموها تباعا
كم لهيب لف الشعور السعيدا
كم ديار أمست خرابا و طمسا
كم قلوب تفطرت تبديدا
يا طغاة تجنبوا كل حسن
زان كونا مستملحا غريدا
قد قدمتم إلى الوجود بلؤم
غشي العمق و الوجود الشريدا
نحن نرنو لضوء شمس سني
يهب الحب والسلام الأكيدا
نحن نهفو لكل ورد وزهر
و مروج أضحت جمالا فريدا
نحن نشدو لكل صوت طروب
و طيور تهوى الخميل برودا
نحن نعلو بكل قلب وعزم
كل نجم و مرتقى محمودا
خسة تعتري الطغاة تباعا
و انحطاط يميت حسا خمودا
يا طغاة ابوا سموا و مجدا
وامتطوا صهوة الخمول وفودا
واستساغوا الوجود قبرا صموتا
و مروجا ذوت ذواء مبيدا
و أشاحوا عن المباهج تترى
ورواء لف الوجود الحميدا
وغدوا كالظلال تمحى سريعا
و نثير الأوراق يمضي بعيدا
و بنوا من جماجم الخلق صرحا
قد غدا غصة وعصفا سديدا
هو ذا النهر قد جرى بدماء
تجرف الصخر والغثاء العنيدا
و يشيع المنى وبسمة كون
يغمر القلب فرحة وسعودا
يا وجودا خط الفضائل حبا
و رنا للكرام سمحا ودودا
كيف لليل أن يطاول صبحا
مشرقا نافحا بهيا جديدا ؟!
كيف للخامل الوضيع ليحيا
بهجة الكون و الرواء صدودا ؟!
يا طغاة الوجود أنتم غثاء
ذاهب للردى يريد الخمودا
و غدا يسفر الوجود بوجه
باسم يملأ الأديم ورودا
و يثير المنى وحلم نفوس
سعدت بالضياء لوحا مجيدا !!!
الوطن العربي : السبت /04 / تشرين الثاني / نوفمبر/ 2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق