تابع الجزء 25
... صرخ الشيخ في وجه المقدم و هو يأمره بأن يترك صينية الشاي امام الصيدلاني ،و يحلف بعظيم إيمانه و الله ثم والله وباش تيحلفو الرجال إلى ماكان غير الطبيب هو لي يعمر الشاي.
انتفض المقدم من مكانه عازما عن التخلي عن المجموعة و الإبتعاد عنها قائلا :نحن الآن سواسية اسيد الشيخ لا تراتبية سلطوية بيننا حتى يطلق صراحنا، فلا تعد لمثل هذا و الا اريتك الوجه الثاني.
قام المخزني ليعانق المقدم راجيا إياه الجلوس و يقول له امسحها فيا اسي المقدم، و لا تقلق نحن في حاجه الى لمة وليس الى تشتيت،إلى دفء كذفء العائلة ينسينا مآسينا يأخذنا من هنا ويطير بنا بعيدا عن هذا المكان الموحش المقرف، إلى حيث الاحبة و الأهل و لقاء الأمهات و الآباء، و شغب الصبيان و طلعت الصبحة والجيران، و جلسة المقاهي و ضجيج الشوارع، و الاستمتاع بالموسيقى و صخب الجماهير و هي تصرخ متابعة للعبة كرة القدم عبر شاشة تلفاز المقهى، لقد سئمت هذا الوضع الذي نحن فيه، شيء مقزز يوحي بالقيء من شدة القرف، لا شغل لنا ولا مشغلة إلا النوم و قضاء الحاجة امام بعضنا بعضا، ثم المحادثه في امور تافهه لا تجعلك تحيا اننا نموت ببطء، انتحار من نوع اخر في هذا القبو المظلم الحالك سواده، أليس الاجدر بنا ان نفكر جميعا في حل مشكلتنا بدلا من ان نفكر فرادا؟
وقف الشيخ من مكانه و هو يعانق صاحبه المقدم في ابتسامة و عيونه غلبتها الدموع، تتساقط رغم محاولة الشيخ اخفاءها والتظاهر بالقوة إلا ان دمع العين فاضح، سامحني اخي و رفيق دربي ان كنت قسوت عليك فان غضبي ليس لي عليه سلطان، فلن ارض باحدنا ان يهان، و انت استصغرت الصيدلاني من دون ان تمد له يد العون و هو يتمنى جلسة كهذه في اخر حياته، فمن يعلم بعد ساعة ماذا يحدث لنا، فاي انسانية هذه و اي ملة تمنع البشر من امنيته الاخيرة في حياته...
تابع
الاتنيتي المختار الخميس 16 مارس2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق