والناس كيف تراكمت أشلاء
كانت بأمس وردة فاحت بها
نسمات هذي الأمة الغراء
وضعوا لك سما زعافا ناقعا
فتقطعت في بطنك الأحشاء
زادت علينا بالأسى وتزلزلت
فتساقطت أوراقها الخضراء
يا شام إني غارق في لوعتي
حتى بكت تلك العيون دماء
الحرب والزلزال في سورية
والجوع عز البرد والأدواء
أطفال شام في الفلاة تشردوا
والحرة إستحيت كما العجماء
كل الذئاب تجمعت في وادك
تتربص الأغنام دون رعاء
الموت يا شام ببابك قاعد
ليغيضك الأنذال والأعداء
فأبي وأمي فداؤك وعشيرتي
وحشاشتي هدي لك وفداء
يا شام لا تبك فإن دموعك
ذخر ليوم ترحل الأنواء
أبكي على من بالقنابل أفحموا
أم من قضوا بالردم في الفيحاء
أبكي على من إستبيحت عنوة
من فرقة همجية شمطاء
يا شام مالي غير حرف قصيدة
يهجوا فحيح الحية الرقطاء
يا شام إن فؤادنا متقطع
من صرخة الأيتام والبؤساء
قد باعك الحكام مثل سبية
فتهافت النخاس والوسطاء
لا تحزني يا شام إني واثق
أن الذي بعد الجراح شفاء
وثقي بأن اليسر يأتي عندما
يشتد ذاك العسر لا تستائي
تأتي المصائب تلو بعض فابشري
إن المصائب مصنع العظماء
صبرا يا آل الشام إن معادكم
بين الجنان بحضرة الشهداء
لو كانت الدنيا تساوي ذرة
ما وسدت لأمورها السفهاء
الشاعر الدكتور خالد فريطاس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق