للكاتب:محمد إسماعيل الخالدي
لكل دولة عدو ولكل انسان خصوم. والخصم هو الشخص الذي لايريدك ان تتألق وترتقي وقد يكون هذا الخصم (رجلا او امرأة او حتى صبيا )وهذه اضعف أنواع الخصوم ولكن هنالك شيء أخطر من هذه الاصناف التي تم ذكرها .عدو خفي وذكي وماكر فمن هو؟
النفس وهي عدو الإنسان الأول إذ تهيمن على النفس أمراضا تحجب صاحبها عن رؤية الحق حتى وان عرفته ألا وهي (أفات الروح ) والذي أعنيه بأفات الروح هي تلك الأمراض التي تجول في نفوسنا ولا يستطيع أحد أن يتصور مدى ضررها على الشخص بل حتى على الذين من حوله .
والدليل على هذا قصة (قابيل وهابيل )ابنا سيدنا آدم (عليه السلام )إذ قام قابيل بقتل أخيه بدافع الغيرة والحسد التي هيمنت على كيانه .
قال تعالى (فسولت له نفسه قتل اخيه ). إي ان عدوه الذي بين جنبيه اي النفس هي التي تحكمت في إرادته ودفعته الى هذا الأمر .فكان قابيل هو أول مجرم على الارض وكان هابيل هو ضحية هذه الأمراض التي هيمنت على أخيه .
ومن هذه الأمراض التي اجتاحت كيان كل واحد منا إلا ما شاء الله ألا وهي: (التكبر، والحسد، والغرور، والكذب، والغيبة، والحقد، وظن السوء..... والخ) وكلها صفات قبيحة مذمومة تجعل صاحبها (منبوذا) لدى الناس مكروها. ولا شك في انها امراض اذ إن الأمراض لا تقتصر على الأشباح (اي الأجساد )بل وحتى على الأرواح وخطر أمراض الروح أكثر من خطر امراض الجسد.
جميعنا يعلم بان الأجساد تعالج بأخذ الدواء والترياق .
فكيف تعالج الأرواح وهل علاجها واجب؟
وللجواب على هذا :
نعم ان علاج النفس واجبا (دينيا واخلاقيا وثقافيا).
قال تعالى: (قد أفلح من زكاها ).
اي نجى وفاز والمراد هنا التفس.
وقد قال تعالى (وقد خاب من دساها).
اي شقي وخسر والمراد هنا أيضا هي النفس.
وقد قال سيدنا الإمام علي (عليه السلام):
والنفس تعلم اني لا اصدقها
ولست ارشد الا حين اعصيها.
فهذا هو الإمام علي يقر بأنه لا يرشد الاحين يخالف نفسه وهواه.
وقد قال الإمام الشافعي(رضي الله عنه) :
وارفق بنفسك منها لا تكن رجلا
يسرخلف هواه أينما سارا
وهذا هو الإمام الشافعي يحث الناس كافة لعدم اتباع الهوى فمن تبع هواه وشهوته ليس برجل.
ولهذه الأمراض علاج منها :
1_ الزهد في الدنيا والتحلي بكل سني والتخلي عن كل دني .
2 ترك الفضول وعدم الاهتمام بشؤون الناس والانشغال بنفس وتزكيتها .
3 ذكر الله (عزوجل)والابتعاد عن المحرمات .
4 تمني الخير له وللآخرين من الأقرباء، والأصدقاء، والناس كافة.
5 التواضع فلا يجب عليه ان يرى نفسه اعلم من الذين يراهم .
ولابد من الإشارة لشيء مهم ان حامل هذه الصفات او الأمراض لاشك بأنه فارغ من داخله من دين، وعلم، وثقافة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق