رقص الأفاعي ( الأخيرة )
أصبح للأفعى مكان ثابت وسط البشر
و أصرت ريم تعرف لماذا أحمد حزين قال لها اليوم قابلت الدكتور صلاح أستاذ محمد و بالصدفة عرفت منه أن محمد تزوج من إبنته ميرنا بعد أن سافرت له منذ أسبوع كادت ريم أن تفقد توازنها و تقع على الأرض حتى ألحقت بها مريم و جلس الجميع فى ذهول ثم قالت ريم كيف يتزوج دون علمي كان يكرر لي أنه ينتظر يوم زفافه لكي آخذه فى حضني لقد أكد لي أنه أول إبنه له يكون أسمها ريم قالت مريم تركت له أكثر من رسالة و لم يرد علي أما عماد هز رأسه ثم قال صدق من قال يا مربي فى غير ولدك يا باني فى غير ملكك ثم تركهم و دخل غرفته و بعد مرور أسبوع إتصل بهم محمد و هو يقول لريم لقد تزوجت منذ أسبوعين و كنت مشغول جداً يا أمي لذلك لم اتصل عذرا لكي و للجميع هذا كل ما قاله لريم و هى مثلها مثل كل أم تسامح أولادها فكانت تطمئن عليه من وقت لآخر و لاحظ الجميع أن إتصاله أصبح ضئيل جداً ممكن يكون بالشهور و بعد مرور ثلاث سنوات كان أحمد يتصفح عبر النت حتى وجد صورة لمحمد و معه مولود صغير و عندما قرأ الخبر علم أن محمد أنجب بنت و سماها ملك و علمت ريم و لم تغضب لانه خلف وعده معها و بكت مريم ثم قالت ملك و أين ريم محمد وعد و لم يوفي بالوعد و لم تتحمل ريم أن يقول أحد عليه شيء فكانت تقول له أدعوا له فهو فى غربة و حدث محمد ريم و خبرها بانه أصبح أب كان دائماً يقول الخبر متأخر و مرت أيام و شهور حتى أصبحوا خمس سنوات و انتهى محمد من دراسته و كذلك ميرنا و كانت أخبار الدكتور محمد تملأ صفحات الجرائد و النت و أصبح له شأن كبير و فى يوم كانت ريم جالسة فى حجرة الضيوف تتصفح ألبوم صور محمد و أحمد و مريم و هم صغار حتى شعرت بأن فى شيء غريب يحدث فى البيت كان عماد يبدو عليه التفكير أما أحمد كان الحزن يملأ عينيه أما مريم كانت كأن عينيها تخفي الدموع كان الجميع يعلم أن ريم مريضة ضغط و سكر و أى خبر ممكن يقضي على حياتها و كانوا علموا أن محمد قد عاد من السفر منذ ثلاثة شهور و لم يتصل بهم و فى يوم دق جرس الباب و فتح أحمد الباب فوجد محمد يحمل بعض من الهدايا البسيطة عندما رأوه نسوا كل شيء و سلموا عليه و قبلوه و جلس يحكي معهم بتباهي و كان فى كلامه كبر عليهم و سألته ريم متى عودت من السفر قال منذ أكثر من ثلاثة شهور قالت و لماذا لم تاتي فى حينها قال كنت مشغول بتجهيز الڤيلا و لم أنتهي إلا اليوم و سأل عن أخبارهم و علم أن مريم جائها عريس و متأخر زفافها بسبب عجزهم عن كمالة الجهاز كما علم أن أحمد لا زال يسدد أقساط الشقة لذلك لم يتزوج حتى الأن كما علم أن عماد خرج على المعاش و بعدما أنهوا الحديث قال أترككم لأني مشغول جداً فى تجهيز شركتي الجديدة مع حمايه الدكتور صلاح ثم قال لريم سامحيني لو تأخرت فى زيارتك أعدك كلما أمكن وقتي آتي اليك قالت ريم كنت أتمنى أن أرى حفيدتي قال إن شاء الله عندما يتيح لي الوقت و تركهم و خرج و فتحت مريم الهدايا فوجدتهم علبة شيكولاته و علبة جاتو و دخل الجميع غرفته و هم فى ذهول و جلست ريم تحدث نفسها من هذا الضيف و تعجب عماد لها و شعر أن بها شيء غريب و من هذا اليوم خرج محمد و لم يعد و ما كان على لسان عماد غير كلمة يا مربى فى غير ولدك يا باني فى غير ملكك أما ريم أصابها ما أصابها و كأنها فقدت الذاكرة ولم يتبقي منها سوى ذكريات محمد و أحمد و مريم و هم أطفال صغار
لم أجد ما أقوله غير ما قاله عماد أتمنى أن تكون الرواية حازت على إعجاب الجميع و انتظروني فى الجديد تحياتي لكل من تابعني شكراً لكم جميعا
الكاتبة / هناء البحيرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق