بِقَلَم الأديبة عَبِير صَفْوَت
سَطَعَت الشَّمْسُ عَلى يَوْمٍ جَدِيدٌ ، الرّابح لَهُ مَكَانٌ والخاسر سَوْف يَعُود لادراج الِانْتِظَار .
مَرَّت خطواتي مِنْ بَابِ الْجَامِعَة وَأَنَا اِرْتَعَش وأفقد توازني ، بَيْنَ الْجَمِيعِ .
حِينِهَا فَقَط تَذَكَّرْت الْعَمْرِ الّذِي مضِيّ ، عَمْرًا مِنْ الْكَدّ وَالسَّهَر والكفاح وَالِاجْتِهَاد وَالِانْتِظَار .
اتذَكَّر أَبِي عِنْدَمَا كَانَ يُشْهِر جريدتة ، يَتَعَمَّد الْقِرَاءَة ، إنَّمَا كَانَ ذَلِكَ لمتابعتي ، وَإِشَارَةٌ أَنَّهُ يُتَابِعُ مَعِي .
أدخنة السيكارة كَانَت تَتَلَاعَب مِنْ خَلْفِ الْجَرِيدَة ، كَأَنّهَا وُجُوهُ خائفة ، تَهْبِط وَتَسْقُط ، تَهْدِيدا لكياني .
كُنْتُ أَشْعُرُ بارتياب أَبِي عَلِيًّا ، وحنان أُمِّي ، عِنْدَمَا كَانَت تَتَابُع ظِلِّي ، ويرسو أَنْفِي بشتي رَوَائِح الطَّعَام الشَّهيَّة ، كَانَت تملاء الْبَيْت دِفْءٌ وَمَحَبَّة وحنية ، كَأَنَّهَا تُخَاطَب قُدْرَتِي بِهَذَا الِاهْتِمَام الْمَلْمُوس .
أَيَّام مَضَت وَلَيَالِي قادتني لِلِاجْتِهَاد .
مَازِلْت خطواتي مُتَرَدِّدَةٌ ، وعيوني مُتَجَمِّدَة زَائِفَة ، مَاذَا ينتظرني بَيْنَ هَذِهِ الْأَوْرَاقِ الْمُعَلَّقَة التى تعلن عن نجاحي .
أَخِيرًا أَيْقَظَنِي صَدِيق مِنْ غَفْلَتِي ، تَوَّه عَنِّي التَّوَتُّر وَالْغَفْلَة ، مُشِيرًا آلِيا بِكَلِمَات مُبْشِرَة .
لَم اِهْتَمّ لنجاحي والتخطي فَوْق مُرُور الْأَعْوَام ، بِقَدْرِ مَا كُنْت اِهْتَمّ ، بِدُمُوع أَبِي خَلَفٍ الْجَرِيدَة ، وَدُمُوع أُمِّي وَأَنَا بَيْنَ أحضانها ، احقق لَهُمَا الرَّجَاء المنشود .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق