الجمعة، 22 أكتوبر 2021

مَا كُنْت اِهْتَمّ
بِقَلَم الأديبة عَبِير صَفْوَت

سَطَعَت الشَّمْسُ عَلى يَوْمٍ جَدِيدٌ ، الرّابح لَهُ مَكَانٌ والخاسر سَوْف يَعُود لادراج الِانْتِظَار .

مَرَّت خطواتي مِنْ بَابِ الْجَامِعَة وَأَنَا اِرْتَعَش وأفقد توازني ، بَيْنَ الْجَمِيعِ .

حِينِهَا فَقَط تَذَكَّرْت الْعَمْرِ الّذِي مضِيّ ، عَمْرًا مِنْ الْكَدّ وَالسَّهَر والكفاح وَالِاجْتِهَاد وَالِانْتِظَار .

اتذَكَّر أَبِي عِنْدَمَا كَانَ يُشْهِر جريدتة ، يَتَعَمَّد الْقِرَاءَة ، إنَّمَا كَانَ ذَلِكَ لمتابعتي ، وَإِشَارَةٌ أَنَّهُ يُتَابِعُ مَعِي .

أدخنة السيكارة كَانَت تَتَلَاعَب مِنْ خَلْفِ الْجَرِيدَة ، كَأَنّهَا وُجُوهُ خائفة ، تَهْبِط وَتَسْقُط ، تَهْدِيدا لكياني .

كُنْتُ أَشْعُرُ بارتياب أَبِي عَلِيًّا ، وحنان أُمِّي ، عِنْدَمَا كَانَت تَتَابُع ظِلِّي ، ويرسو أَنْفِي بشتي رَوَائِح الطَّعَام الشَّهيَّة ، كَانَت تملاء الْبَيْت دِفْءٌ وَمَحَبَّة وحنية ، كَأَنَّهَا تُخَاطَب قُدْرَتِي بِهَذَا الِاهْتِمَام الْمَلْمُوس .

أَيَّام مَضَت وَلَيَالِي قادتني لِلِاجْتِهَاد .

مَازِلْت خطواتي مُتَرَدِّدَةٌ ، وعيوني مُتَجَمِّدَة زَائِفَة ، مَاذَا ينتظرني بَيْنَ هَذِهِ الْأَوْرَاقِ الْمُعَلَّقَة التى تعلن عن نجاحي .

أَخِيرًا أَيْقَظَنِي صَدِيق مِنْ غَفْلَتِي ، تَوَّه عَنِّي التَّوَتُّر وَالْغَفْلَة ، مُشِيرًا آلِيا بِكَلِمَات مُبْشِرَة .

لَم اِهْتَمّ لنجاحي والتخطي فَوْق مُرُور الْأَعْوَام ، بِقَدْرِ مَا كُنْت اِهْتَمّ ، بِدُمُوع أَبِي خَلَفٍ الْجَرِيدَة ، وَدُمُوع أُمِّي وَأَنَا بَيْنَ أحضانها ، احقق لَهُمَا الرَّجَاء المنشود .
   ‎

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحب الخالد// بقلم الشاعرة: همسة انين

الحب الخالد يا قلبين قد صاغَهُما قدرٌ فشُدَّ الوصل رغم البعد الأليم مسافات تناءت صارت أفقًا وخلف الصمت صوتٌ في الصميمِ فلا عين تواسي اليوم ح...