بقلم جليلة فريدي
استوقفني العمر
في غابة الزمان
أقتات من أوراق الحرمان
وأتجرع كؤوس المر
من وديان الأحزان
كأني ولدت من رحم الأشجان
مختبئة وراء شجرة اليأس
التي تعرت وفضحتني لذئاب
مسعورة من بني الإنسان
التي غرست أنيابها في ضلوعي
وتركتني جريحة أنزف
بطعنات الغدر والنفاق والبهتان
حملت قلبي المكسور
وروحي المكفنة فوق نعشي
هروبا من ظروف تنتحب
من جور الأيام وبطش الأنام
ورياح هوجاء صفعتني
فلم أجد الأمان في أي مكان
أهرب من نفسي وأحس بغربة
كأني في منفى واغتراب
لا وطن لي ولا أهل ولا أحباب
تترصدني سهام الغدر والجفاء
دون ذنب ولا أسباب
أداوي جروحي وأضمدها وأرتقها
وسرعان ما تفتق من نكسة الآلام
وأتجرع كؤوس السهد
اعانق الوحدة في غابة الزمان
بحسرة وألم يحترق قلبي بجمر النيران
بكل صبر وجلد سأمضي وحدي
في شموخ وعزة نفس وكبرياء
ولن يعيق مسيري لا رعد ولا برق
ولا صهارة بركان
فأنا نخلة باسقة معطاءة لن يقتلع
جدورها مكر إنسان
بقلم جليلة فريدي
من المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق