الاثنين، 23 أغسطس 2021

مسرحيـــة
المال
بقلم الأديبة عبير صفوت

الشخـــوص 

الإبن المتنمر 
الأب المسالم
خلفيات جدار المسرح ، لوحة عليها بيوت قديمة 

يقف الإبن المتنمر ، عشريني ممشوق القوام ، سريع الحركة .

يضع سماعة الهاتف ، مسرورا ، ثم ينظر البراح بثقة ، وهو يلوح باحدي يدية ، كأنة ينصل الفقر فى المقتل قائلاً :

أخيراً تخلصت من الواقع المفروض ، تخلصت من الإحتياج تخلصت من الفقر تخلصت من الظروف السيئة القاسية ، حان أوان الحرية ، الحياة الحياة أنها الحياة 

يظهر والد الشاب فى بؤرة من الضوء يردد :
هل أنت واثق ؟

يردد الإبن ، كأنة لم يسمع أباه :
الثراء الرفاهية الحب عالم جديد 

ينظر الأب نحو البيوت القديمة متذكرا :

هناك ، كنت تركض مع أطفال أمثال عمرك ، حينها ، كنت سعيد للغاية وتحب أصدقاء وطنك ، تعشق البيت وتعشق تراب الشوارع .

يردد الإبن كأنة لم يسمع أباه :
الخروج من بوتقة الأزمة ، شئ لابد منه 

يستكمل الأب :
مرضت ذات يوم ، أسرعت نحو جاري وقام باللازم بدون تردد ، هؤلاء هم أبناء الوطن ، كم كان ودود ، كم كان يحبك وينوب العطف لك ، هل تتذكرة 

الابن بلا تردد:
نحن من نصنع الوطن 

الأب :
وطننا هو الهوية التى هى جزء منَ

الابن :
ساتناسي كل الأشياء المزعجة ، الفقر والإحتياج 

الأب يبتسم قائلا :
انها أفضل الذكريات 

الإبن بعيون لآمعة يزيدها التوهج :
 الحلم الآن سيكون حقيقة 
الأب :
الواقع والحقيقة لهما وجة واحد 

الإبن يلجاء لاباه :
عليك أن تساندني فى إيجاد تحقيق الحلم 

الأب وهو يبكي :
وطنك هنا يا ولدي ، به كل المحاولات

الابن يتنمر :
وطني هو بيت عملي 

الأب بإصرار :
وطنك هو وطنك 

الإبن يستكمل التوسل لأباه :
اذا سوف تعطيني المال 
الأب باكياً :
اليك المتبقي من عمري يا بني 

الإبن ينظر أباه ، كأنة يتذكر ، أنه إذ هاجر لن يراه مرة أخري ، لكنة يقلع عن هذا الفكرة مستكملاً:
المال المال يأبي المال 

الأب ينظر لبؤرة بين كفية قائلاً والدموع تنهمر من عينية:

كان يجلس هنا .

ينادي علية الإبن :
أبي 

يستكمل الأب :
هنا يلعب مع أبناء عمومته 

الإبن يستمر فى النداء :
ابي ابي 

ينظر البراح :
احذر يابني هناك مرتفع ، أباك يخشي عليك 

يجهر الابن :
هل تسمعني؟ 

الأب : قُل يا بني ما شئت ، أنى اسمعك 

يعاود الإبن من جديد :
تحدثت فيما سبق عن الأموال يا ابي 

الأب :
اجذب الغطاء يا بني ، الجو قارص 

الابن بإنفعال :
ماذا دهاك ، ماذا بك!

الأب ينظر إلى إبنة بإستغراب ويقبض منكبية بقوة :
كان لى ابن يحب وطنة واباه المسن 

يتعجب الإبن مبتعدا بمسافة ، ثم يقول بندم :
ماذا حدث له 

يجيب الأب وهو يبكي :
كان لي إبن ، رحل ولم يعد .

تمت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحب الخالد// بقلم الشاعرة: همسة انين

الحب الخالد يا قلبين قد صاغَهُما قدرٌ فشُدَّ الوصل رغم البعد الأليم مسافات تناءت صارت أفقًا وخلف الصمت صوتٌ في الصميمِ فلا عين تواسي اليوم ح...