سارية القلم ✍️للشعر والأدب

همسات

                سراب ( ١٨ ) 

نحن من نرسم حياتنا سراب أم حقيقه

و لاحظت أمل أن عادل دائم الخروج من المنزل حتى أنه لا يأكل فى البيت إلا قليل و قالت أمل أخشى أن يكون عادل على علاقة بسيدة أخرى و فى يوم فكرت أن تراقبه حتى تعرف كل شيء و بالفعل إستقلت سيارتها و ذهبت إلى البنك ووقفت بعيد حتى لا يراها عادل و إذا بعادل يخرج من البنك و يستقل سيارته و يسير فى بطء و يقف فى شارع جانبي من البنك و كأنه ينتظر أحد و إذا بصفاء تأتى إليه و تركب السيارة بجواره و تعجبت أمل لما رأته و مشى عادل نحو شقته القديمة و ظلت أمل ورائه من بعيد حتى وقف عادل أمام مطعم و طلع العامل ومعه لفافة و اعطاها لعادل و مشى حتى وصل امام العمارة و نزل من السيارة و صعد إلى العمارة هو و صفاء و وقفت أمل فى زهول لبضع دقائق ثم قررت المواجهة و صعدت إلى الشقة و دقت الجرس و فتحت صفاء الباب و كانت ترتدى بيچامه و كأنها عروس فى شهر العسل و دخلت أمل إلى الشقة و هى تنظر إلى صفاء بنظرات إستهزاء و إذا بعادل ينادى على صفاء و يقول من يا صفاء و يخرج من المطبخ و بيده بعض من الاطباق فوجد أمل أمامه فنظرت إليه قائلة لماذا صفاء انت وصفاء و قبل أن تكمل حديثها قال قبل ان تكملي صفاء زوجتى و هنا شعرت أمل بدوار وكادت أن تقع على الارض حتى تماسكت و جلست على الكرسي ثم قالت زوجتك متى و كيف و أين كنت أنا قال لها كنت مشغولة بأبنك فقالت ليه قال لها ليه لسه بتسألي ليه بعد السنين دى كلها صفاء زوجتى و لن أسمح لكى ان تعيبها بشيء قالت أمل و الدوع تملأ عينيها أنا تتزوج علي لماذا فى أى شيء قصرت معك لم أتذكر يوم أن قصرت معك فى شيء كنت أرتب لك البيت و أجهز لك أشهى الاطعمة و عندما تمرض أعطيك الدواء كنت أعيش لتربية أبنك حتى أصبح شاب لا مثيل له فى الأدب و الاخلاقة كنت أحافظ على مالك و يوم أن تتزوج تتزوج صفاء صديقة عمرى أنت تسمى مابينكم زواج لكن أنا أسميه خيانة نعم خيانة أنت خنتنى بعد حبى لك و أنتى خنتينى يوم أن سرقتى زوجى منى كانت أمل تتكلم و صفاء واقفة تسمع و تبكى و الدموع تنهمر من عينيها كالمطر الغزير و ظلت تتكلم و تتكلم حتى تعبت من كثرة الكلام ثم قال عادل خلصتى كلامك كل إلي حكتيه صحيح لكن فى حجات كثير كانت غائبة عنكى زى ما سمعتك إسمعيني تعودتى على أنك أنتى من تقولى فقط و الأن جاء يوم أن تسمعى غدا نكمل

الكاتبة / هناء البحيرى