اللَّه معطي الجائعينَ بفضلهِ
كل الشهور والسنين سواءُ
ما زاد إلا شهرُ خير عبادةٍ
للناسِ فيهِ مثوبةٌ وجزاءُ
والفقرُ جاثمُ والتشرد قائمٌ
مذُ متى أيامنا بيضاءُ
والبؤسُ خطَّ سيرهُ بدمائنا
من عهدِ آدم عمَّتِ الضوضاءُ
والعلمُ باقٍ وإذ علينا أغلقوا
سُبلَ العلومِ فالعقول ضياءُ
لا لن نهنْ بعزيمةٍ وحياؤنا
تاجٌ ترصعَ حشمة وبهاءُ
روح المروءة لن يكِلَّ سخاؤهُ
ولكلِ داءٍ يشرئبُ دواءُ
حكامنا نابُ المفاسد كلها
والشعب طعم فاهها الأصلاءُ
نحن القرابنُ قدمت لجحيمها
وبجوعنا تترفهُ الغيداءُ
(من جاعَ طاعَ ) بهكذا داسو
على وطنٍ تحاصرُ نورهُ الظلماءُ
الشعب يحكم نفسه، أكذوبةٌ
ببريقها يتشدقُ السفهاءُ
سأضلُ أغزلُ كلمتي بتأملٍ
فأنا اللسانُ وأحرفي الرمضاءُ
وأنا النهارُ يشعُّ نور توهجي
إن قلتُ حار بأسطري النجباءُ
يا أمة الإسلام لا تترنحي
وقفي شموخاً إنكِ العلياءُ
وذري التفرقَ للتوحد فارفدي
كي لا يطال جبينكِ الغرباءُ
وبحبل ربكِ قوةً فلتمسكِ
ولتنخرسْ أبواقها الغوغاءُ
واستئصلي السرطان من أحشاؤكِ
ولتبتري من أصغريكِ غباءُ
فلقد تعبنا وأهلكتنا مشاعرٌ
ننقادُ فيها ويستبدُ عماءُ
ورضخنا دهراً تحت وطأةِ فاجرٍ
لصُّ اللصوصِ وخلفهمْ وزراءُ
سرقوا المكاحلَ من جفون ترابنا
وتصيحُ جوعاً (طاسةٌ) عدماءُ
متنعمونَ بحقنا وتقاسموا
لحمَ الشعوبِ بخسةٍ حقراءُ
بيتَ الغواني طارقينَ بكيسهم
صوت الدراهمِ رقصة وغناءُ
والناسُ من أجل الرغيفِ تشردت
لا الأرضُ أرضٌ ولا السماءُ سماءُ
تبكِ الليالي والبطونُ تنهدت
والطفلُ نامَ والحصيرُ غطاءُ
والحزنُ يغرقُ بالرصيفِ وأعينٌ
فاضت بشكوى للإلهِ دعاءُ
يا أمة الإسلام هل من مخرجٍ
صدق إليه يولجُ التعساءُ؟
فالعيشُ أصبحَ بالهمومِ مغلفٌ
وعقولنا قد شلَّها الإعياءُ
وشموعنا أنى تنيرُ ضبابةً
مسكونة أحقادها شعواءُ
حكامنا مني النصيحةَ فاسمعوا
الملكُ تاجٌ يؤتهِ العظماءُ
والشعبُ يعني قداسةً وعدالةً
وعلى الملوكِ عباءةٌ ورداءُ
فإذا تأرجحَ كفُ ميزانٍ طغى
نُزعَ اللباسُ وبانتِ السوأؤا
فلتحذرو غضب الرياح فربما
تأتي بعكسِ إرادةٍ جوفاءُ
ولتعلموا أن الشعوب أمانةٌ
فتعلموا قُدسية الأسماءُ
ولكل فعلٍ رد فعل مساويٍ
بالقدرِ لكن ضدها الأهواءُ
فإذا تحرك إصبعُ السخطِ فلن
يبقى لبطشِ الضالمينَ وعاءُ
هي قصةُ البؤسِ التي لو أُختمت
فلسوف ينهي فصولها البؤساءُ
........................
د. هزار محمود العاطفي
اليمن
15/4/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق