الخميس، 29 أبريل 2021

كنت هناك

أسير وحيداً 
وحيد 
في شارع السفر 
تحت ضوء أعمدة
الكهرباء 
في ذاك الليل  
الطويل 
ف غبت عن الوعي
في طريقي و
حلمت بكابوس
تهت في غيبوبة
الضياع
ثم دخلت ُ إلى الكافتيريا  
القديم لأتناول
فنجان قهوتي  
كالمعتاد
و بعد قليل 
نظرت إلى الطاولة التي
أمام الباب  
وجدتها فراغة لا أحد  
يجلس عليها مازالت
مهجورة 
وكل الكافتيريا ممتلئ
بالزبائن الغرباء
فسألت صاحب
الكافتيريا  
لما هذه الطاولة فراغة
لوحدها  
ضحك و قال لي
لما تسألني يا
هذا
فأنت الذي تجلس عليها    
منذ البارحة عندما
غفوت و نمت على
جرحك القديم
و لم تغادر منذ  
الأمس البعيد
و كان يبدو عليك 
التعب و الإرهاق من
سفرك الطويل   
فإستغربت من كلامه  
و قلت ُ له  
ربما  
أنا هربت من
حلمي البارحة و  
نسيت
أنا كنت هنا في 
الأمس  
و لكني لم أعد أتذكر
شيئاً من بقائي
بمنفاي
فالذاكرة بدأت تخونني
في الرحيل
نسيت نفسي في  
أمسي مع ذكرياتي 
و اليوم جئت أبحث 
عن نفسي 
في زمني
القديم
علني أشعر بذاتي
يوماً و أعود لما 
كنت عليه 
بأمسي لأحيا 
بمسير رحلة الموت  
البعيد
فرد صاحب الكافتيريا
علي و هو يبتسم و  
قال
إنسى زمن الأمس
يا سيدي   
فمن رحلَ في الأمس 
بات في عداد
الأموات
و الأموات لا
تعود من ألمها من
السفر 
فإغسل زمن الأمس
بدموع ذكرياتك
و ودع هذه الحياة
الظالمة
على درب الرحيل  
و إدعي
بموت الظالمين 
من بعدك   
إن إستطعت يا أيها
المنسي  
في منفاك الأخير   
و نم على سطر  
القصيدة  
بمفردات أحزانك 
لوحدك
و تذكر
بأنك كنت هناك
بيوم  
تتنفس الحياة
قبل أن تنسى 
و كإنك لم 
تكن حجراً  
بجدار التاريخ

مصطفى محمد كبار
حلب عفرين سوريا ٢٠٢١/٤/١٩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحب الخالد// بقلم الشاعرة: همسة انين

الحب الخالد يا قلبين قد صاغَهُما قدرٌ فشُدَّ الوصل رغم البعد الأليم مسافات تناءت صارت أفقًا وخلف الصمت صوتٌ في الصميمِ فلا عين تواسي اليوم ح...