الثلاثاء، 23 مارس 2021

أمي /بقلم الكاتبه : منتهى إبراهيم عطيات


🌻. أُمِّي 🌻

بَيْنَ يَدَيْكَ يَا أُمِّي ارسم مُسْتَقْبِل الْحَيَاة، طُمَأْنِينَةٌ الْمَاضِي، وَأَمَل الْحَاضِر .
انتِ مَلْجَأ الخائفين،انتِ مَأْوَى التائهين، انتِ وَطَنِي حِين غرّبتني الْأَوْطَان .
انتِ حُضنٌ حِين لفظتني الأحْضَان، بدونك لَا اسْمُ لِي وَلَا عُنْوَان .
اغمريني بِهَاتَيْن الْكَفَّيْن التي خُلقت للجِنان، تُجدلين خَصَلَات شعرِي
وتغنين لِي أَجْمَل الْأَلْحَان، تشعريني بِالْأَمَان، مِنْ لَيِّ سِوَاكْ يَا نَبَع الْحَنَّان ...
شُدِّي وَثَاق اضلعي حَتَّى تَخْتَلِفَ بَيْنَ اناملك وسحرهُنّ الفَتّان . . .
اجعليني فِي حَيَاتِك فَوَاتِح النَّصْر، وَعَزْف الْأَيَّام..
فَرَحُه تُربكُ النَّبْض وتعلن الخَفَقَان..
شَوْقٌ مُجلّجل يَهُز الْأَكْوَان ... مُترف الشُّعُور يُعلن للثوران .
مُتيم الْحُنَيْن.. يُضنيه هَجَر الضُّلُوع بحبٍ وحنان . تَائِه الْفِكْر . . مُشتت العُمر، لَا يُنْصِفْه الْأَزْمَان . .
أضيئي لَيْلِي . . وبددي عَتَمَتِه يَا كُل النُّجُوم وَالْكَوَاكِب والبحورِوالشطآن . .

كَانَ هَذَا حَدِيثِي مَع طيفك يَا غائبتي
غائبتي انتي ، لَكُم اشتاقك . .
فَلَا طَيْف بَلَل جَفْنِي ، وَلاَ حَلَم ضَمَّد جُرْحِي . . . وَالْحَنِين مِنْ الْمَوْتِ إثْم . .
أُسْطورَة الْوَجَع . . وأروع عِطْر الْأَلَم ، كُلَّمَا نَظَرَتْ للزجاجه فَاح عابِق النَّثْر ، تَرْجَم الْإِحْسَاس مُؤْلِمًا بغرز خِنْجَرٌ الْقَهْر . .
يَا رِيح الْمَشَاعِر وسفن الْوِدَاد ، وَبَحْر الْعَطَاء وقارب النَّجَاة ،
يَا كَنْزَي الدَّفِين يَا اشيائي الثَّمِينَة فَهِيَ لَا تَتَكَرَّرُ مَرَّتَيْن . . فكفيتني عَن الْعَالِم أَجْمَعِين . .
فرقدٌ أنتِ . نَجْم نَهْتَدِي إلَيْهِ فِي لَيْلٍ أَسْوَد . . فَكَان هِدَايَةٌ لَنَا مِنْ ضَلَالَةٌ الطُّرُق . .
مِن تجاعيد كَفَّيْك نعشق الْحَيَاة . فَإِن غِبْت لَا حَيَاةَ لَنَا . . مِن نُضَارُه وَجْهَك تُشرق النُّور ، فَإِن رَحَلْت لَا شَمْسًا تُشرق .
مَنْ وَرَدَ أَيَّامِك يُبرعم الْحَبّ وَالطِّيب . . وَفِي مَوْتِك
لَا زَهْرٌ للوز وَلَا لِحُبِّه الْفُسْتُق . .
مِن تَعَبِك عَلَيْنَا وتربيتك نَبَتَت حُقُول مِنْ نَقَاءِ ، وألفة يَا حَبَّة الْبُنْدُق . .

غائبتي . . كَمْ كَانَ حُضُورِك للبيت عامُود ذُو أوْتَاد . . لَكِنَّه قَضَاء رَبُّ الْعِبَادِ . .
الأماكن خَالِيَةٌ ، وَالْعُقُول مِن الْفِكْر بالِيَة ، تَشْتَهِي السُّهَاد . .
مِن لَنَا غَيْرَ خيامك عَلَى رُؤْسَنَا حضنٌ ووداد . .
مِن لنا غَيْر دعواتك فَكَانَت لَنَا الْعِمَاد . .
وَتَحْت الثَّرَى ذكراك مُلتحف الرُّوح وَفَنَاء الْأَجْسَاد . .
بحتضنك قَبْر يحميك رَبُّ الْعَرْشِ ذِي الأوتاد . .
كَبِرْنَا يَا أُمِّي . . فَأَصْبَحْنَا لِلصَّبْر وَالْعَجْز لَنَا أَحْفَادٌ . .
كُلِّ جَمِيلٍ زرعتيه فِينَا ، أَصْبَح قواميس للأمجاد . . وَالْجَمْع عَلَى ذلك فِي اتِّفَاقٍ وشُهّاد . .
كُلّ الْبِحَار دُونَك شحيحه . . . تُطْلَب الْمَاء بقربك فَيُجِيبُهَا البُعاد . .
َالزرع آنَ أَوَانُهُ وحان الْحَصَاد . .
فلتسعفيني يَا مَسافات الْوَجَع فلقد اِضْمَحَلَّت
الْحَيَاة بَعْدَهَا ، وتاهت الطُّرُق تَرْتَجِي الرَّشَاد ،
جَوْعَى أَيَّامِنَا وَكَان حُضُورِك يَا غَالِيَةٌ هوقوت لَنَا وَ زَاد . .
انْكَسَرَت مجاديف الْوَقْت لَدَيْنَا فاصبحنا بِلَا وِتاد . .
جَعَلَكَ اللَّهُ فِي الْفِرْدَوْسِ الْأَعْلَى مَعَ النَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء . . يَا قَلْبُ الْوِدَاد

الكاتبه : منتهى ابراهيم عطيات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحب الخالد// بقلم الشاعرة: همسة انين

الحب الخالد يا قلبين قد صاغَهُما قدرٌ فشُدَّ الوصل رغم البعد الأليم مسافات تناءت صارت أفقًا وخلف الصمت صوتٌ في الصميمِ فلا عين تواسي اليوم ح...