سارية القلم ✍️للشعر والأدب

مُهداة إلى روح والدي رحمه الله وجعل الجنة سُكناه.. بجوارِ حبيبٍ عشقناهُ ولم نراه صلَّ الله عليه وسلم 

كأنكَ لم تكُن فينا

كلمات: جمال خليفة

كــأنــكَ لـم تـكُــن فـيـنـا يـومــاً ..

وعـيونُنـا لـم تـرَ عـينـاكَ يا أبتـاه

وكأننا ما عرفناكَ يا غالي لحظةً ..

ولم يُظِلُّـكَ اللهُ أبداً تحتَ سَمـاه

وكـأنَّـكَ لـم تَـطــأ الأرضَ مـعـنـا ..

وعُـمـرُكَ مـعَ الـزمـانِ غـابَ وتـاه

مرِضتَ وصاحَبَكَ المرَضُ وقـتـاً ..

لـم تـتوَجَّـع أو تَـصـرُخ مـرَّةً آآآه

يا أبي، قلوبنـا أصبحَـت حزينـةً ..

والقلبُ نزَفَ جرحاً لا أملَ بِشِفاه

تركتَ لكَ محبينَ كعـدد النجومِ ..

أظلمَ عُمرَهُم بـعدَ أن كُنتَ ضِياه

أبنـاءٌ خرجوا مِن أصلِكَ الطيِّبُ ..

أكـرمتَـهُم وأعطيتَ كُـلَّاً مُـبتغـاه

وجَدتُ فـيهـم سنداً وعِـزوَةً لـي ..

غَرَفنا مِن كَرَمِكَ يا كريماً عرَفناه

لُـقمـةً هنيَّـةً أكـلـنـاها في بيـتِـنا ..

طعمُـها لا زالت تـتَذوَّقـَهُ الـشِفاه

يا أبي، رحلتَ ولم نتَنعَّـم بِحُبِّكَ ..

يا أعظمَ قَلبٍ مِن قلوبِنا عَشِقناه

كانـت خُـطـاكَ نبـراساً للكـثيرينَ ..

وأصبحتَ لـكُلِّ مَن أحـبَّـكَ دُنياه

يا مُعجَماً ينهَـلُ بكُلِّ ما نحتاجُهُ ..

في أمرٍ احـتـرنـا فيهِ، وحـيَّـرنـاه

فاقتحمنـا غِمارَ الـزمَنِ بكُلِّ قوَّةٍ ..

ولولا وجودُكَ معـنا ما اقـتحمناه

رحلـتَ، ولـم نُصدِّق مـا ألَـمَّ بِـنـا ..

وتاهت خُطانا، والعقلُ جنَّ وتـاه

بِعدكَ فقدنـا الكبارَ عزيزاً عـزيزٍأ ..

ونبـعُ الطيبِ برحيلكَ قد فقدناه

يا "أبـانـا" يكـفـيـنا أنكً حـبيـبُنـا ..

وحُبُّـكَ أعادَ لعُمـرِنـا الـهَرِمُ صِباه

كُـنتَ كـنبعِ المـاءِ يـجري صافـياً ..

يرويـنا، والقلبُ العليلُ أنتَ دواه

يا أبي، يـرحـمُـكَ ربُّ السماواتِ ..

يا سنداً وملجـئـاً دافِـئـاً فـقدنـاه

ويـجـزيـكَ عـلى ما قـدَّمـتَ لـنـا ..

بأحسَنِ شيءٍ للـبشَـرِ رَبُّنـا جازاه

فمثلُكَ لو إستطعنا بِدمِنا فدَيناهُ ..

ولـكـنَّ هـذا قدَرٌ قد كـتـبَـهُ الـلـه

ستـبقى ذِكـراكَ فـينـا ما حَـييـنا ..

مِسكاً يَفوحُ في كُلِّ دربٍ سَلكناه

لـيسَ بـأيدينـا غـيرُ الـدعـاءِ لـكَ ..

يـاربُّ، إجعل بِجوارِ النبيِّ سُكناه